بسم الله الرحمن الرحيم
وصف المادة
عنوان الخطبة                    لا ينال عهدي الظالمين
التصنيف توحيد ومنهج
________________________________________
الخطبة الأولى

الحمد لله، بفضله اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضالون، لا يُسأل عما يفعل وهو يُسألون.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتزودوا من حياتكم لمماتكم ومن صحتكم لمرضكم ومن فراغكم لشغلكم وبادروا بالأعمال الصالحة فتناً قد أظلتكم كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.
فيا عباد الله: انجوا بأنفسكم وسلوا الله العافية، ولا تحسنوا الظن بأنفسكم وأحسنوا الظن بربكم، ولا يكن أحدكم إمعة يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت، وليوطن نفسه أنه لو كفر أهل الأرض كلهم، لو كفر أهل الأرض كلهم لم يكفر هو.
واعلموا: أن أصدق الحديث كلام الله وهو أنفع شيء للعبد وللقلوب وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
يا أهل التوحيد، يا إخواني الموحدين: آية من كتاب الله من فتح الله قلبه لها، رزقه الله أعلى المنازل في الدنيا والآخرة، رزقه الله الإمامة في الدين وأن يكون قدوة للصالحين.
يقول ربنا - جل وعلا وتقدس - عن خليله وأحب الناس إليه قال: ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ ﴾ [البقرة/124] المبتلي هو رب العالمين، والمبتلى هو إبراهيم الخليل.
والابتلاء في الشرع أعظم بما لا يُقارن من الابتلاء بالقدر، فإن الابتلاء بالأمور القدرية من الفقر والمرض ونحو ذلك يصبر عليها المؤمن والكافر والبر والفاجر وهي أعراض وأحداث يبتلي الله بها عباده.
وأما الابتلاء والفتنة بالأمور الشرعية فلا يصبر عليها إلا أولو العزم الصادقون أهل الآخرة، ولذلك ابتلى الله إبراهيم بكلمات، الكلمات كلمات شرعية كما قال الله: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ﴾ [الأنعام/155] ابتلى الله إبراهيم بما لم يبتلي به أحد قبل إلا محمد - صلى الله عليه وسلم - قال ابن عباس: " لم يقم أحد بهذا الدين كله إلا إبراهيم - عليه السلام -، ثم بعث الله محمد - صلى الله عليه وسلم - فقام بما قام به جده ". وهكذا أنبياء الله ورسله، وأفضلهم وأعظمهم إبراهيم ومحمد.
قال ابن عباس:" وكانت تلك الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم: الإسلام كله وهو ثلاثون سهماً، عشر منها في سورة التوبة قال الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا ﴾ [التوبة/111] . ثم قال بعدها: ا﴿لتَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ فصلها بالواو حتى لا تُعد شيئًا واحدًا، فلم ينفع الأمر بالمعروف حتى يكون معه نهي عن منكر ﴿ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة/112].قال ابن عباس:" فقام بها إبراهيم كلها، قام بها إبراهيم كلها ".
ثم العشر الثانية في أول المؤمنون وفي سأل سائل: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴾ [المؤمنون/10[ .
وفي سأل سائل: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ﴾ [المعارج/33] وفيها: ﴿ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴾ [المعارج/27].
فقام بها إبراهيم كلها.
والعشرة الثالثة في سورة الأحزاب: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ ﴾ والصبر على الشرع أعظم من الصبر على القدر ﴿وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب/35]، فقام بها إبراهيم كلها.
قال ابن عباس:" "ثم ابتلي بالهجرة عن وطنه وأهله فقام بذلك، ثم ابتلي بجهاد أقاربه والبراءة من الشرك وأهله وإظهار العداوة والبغضاء لأقرب الناس إليه فقام بذلك، ثم ابتلي بإلقاء النار في ذات الله فقام بذلك ثم ابتلي بذبح ولده بيده وثمرة فؤاده فقام بذلك".
فكلما قُلب هذا الخليل فإذا هو رجل وإذا هو عبد الله حقا، قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين، قال: يا إبراهيم إني قد خبأت لك خبيئة ، إني جاعلك للناس إماما إلى يوم القيامة وقدوة للناس، حتى إن جميع أهل الأديان ينسبون إبراهيم لهم، ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [ آل عمران/67] .
﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام/161] .
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)﴾ [النساء/125] .
﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النحل/123].
ومن الكلمات مناسك الحج قام بها - عليه السلام -: الطواف والوقوف على الصفا والمروة وبعرفات وبالمشعل الحرام وبمزدلفة ، قام بها وبمنى قام بها بتضرع وإخبات ودعاء فأُمرنا أن نقوم مقاماته ونقول بكلماته، ومن ذلك أُمر بخصال الفطرة خمس في الرأس وخمس في الجسد فقام بها - عليه السلام -، قال الله: ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)﴾ [النجم/37].
يا عباد الله: لا عز ولا إمامة ولا تمكين ولا خير إلا بابتلاء وأعظم الابتلاء بالأوامر والنواهي وخاصة القيام بأمر الله والصبر في ذات الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن خُذلت من أقرب الناس وإن تكاثر عليك الأعداء كما تكاثروا على إبراهيم وإن اشتدت الغربة كما كان إبراهيم وحده على سطح الأرض ولم يشعر بالغربة؛ لأنه متعلق بالله ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37)﴾ [النجم/37].
﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ﴾ تزكية من الله له ولكل من سار على دربه، ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران/68].
﴿ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ ﴾ فقال - عليه السلام - ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ [البقرة/124] ، وفي هذا أن الرجل أحرص ما يحرص على ذريته بالتربية والتعاهد والنالصحابة.عاء لعل الله أن يخرج من صلبه من يعبد الله لا يشرك به شيئا، فقال - عليه السلام -﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴾ فقال الله: هذه السنة التي نغفل عنها كثيرا ﴿ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾، قدر وشرع:
فأما القدر: فإن الظالم لا يكون إماماً قط وإن جعله الناس إماما من الجهلة والعوام ومن لم يرسخ في العلم، وإن نصبوا الظالم إماما فإنه ليس بإمام عند الله ولا عند الصادقين من خلقه، المشرك ظالم، من لم يكفر المشرك ..ظالم، من سهل في أمر الشرك ولم يغضب له ولم يغضب لحق الله ..ظالم، من ملأ كتبه بالتوسل بالصالحين والتبرك بهم وهو يعلم طريق الصحابة ..ظالم، من حرَّف أسماء الله وصفاته ولم يقنع بما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهو يعلم طريقهم فحرَّف وبدل وأوَّل وعطَّل...ظالم وليس بإمام وإن جعلوه إماماً، ﴿ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ ، هذه المسألة ليس فيها اجتهاد، من اجتهد فيها فهو ظالم، من لم يقنع بما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فهو ظالم، وإنما المحسن من كان من أهل الاجتهاد في مسائل الاجتهاد فهذا لا يُقال له ظالم وإن أخطأ، إنما الظالم من لم يقنع بأركان الإيمان وأركان الإسلام كما قنع بها محمد وأصحابه، فالقدر أنه ليس بإمام، ﴿ إنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)﴾ [الكوثر/3].
والشرع: أنا أمرنا ألا نسميه إماماً، ومن سماه إماماً مع علمه بحاله فهو الظالم لأنه يغش المسلمين ويلبس عليهم دينهم ويفتن ضعفائهم، ﴿ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾.
إخواني في الله: لا بد من فرقان بين الحق والباطل كما مضى عليه أسلافنا، كانت ألسنتهم تشتد على هؤلاء المحرفين والمخرفين والمنافقين والمبتدعة ولو كانوا يظهرون حسن النية حتى لا يُلبس الدين، وكان يأمرون بترك كتبهم وأن الحق لم يوجد في كتبهم وإن وُجد فهو عند أهل الحق أصفى وأخلص، ﴿ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾، لا تنسوا هذا الآية.
اللهم نعوذ بك من الظلم وأهله، اللهم أعنا على القيام بكلماتك، اللهم أعنا كما أعنت إبراهيم ووفقنا كما وفقت إبراهيم على القيام بأمرك وبكلماتك قدر استطاعتنا يا رب العالمين، اللهم اجعلنا للمتقين إماما، واجعلنا قدوة للصالحين وللموحدين يا رب العالمين، اللهم لا تفتنا فيمن فُتن ولا تمكر بنا فيمن مُكر به، ولا تجعلنا ممن فتن عبادك ولبس عليهم دينهم بأن سمى الظلمة أئمة يا رب العالمين، والمقصود في أمر الدين فإن إبراهيم كان إماماً في الدين وأما الدنيا فإن الله يعطيها من يحب ومن لا يحب، اللهم إنَّا نسألك لأنفسنا ولإخواننا أهل التوحيد والسنة في كل مكان اللهم شد ظهورهم، اللهم شد ظهورهم، اللهم اشرح صدورهم، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم سدد رميهم اللهم بارك في جهدهم، اللهم اجمع كلمتهم ، اللهم من أرادهم بسوء لأجل دينهم فاردد كيده في نحره واجعله عبرة للعالمين واجعل تدميره في تدبيره يا رب العالمين، اللهم اقذف في قلبه الرعب، اللهم ائته من حيث لا يحتسب، اللهم أشغله بنفسه عن المسلمين وكل من أراد بنا وبالدين فسادا أو إفسادا يا رب العالمين، اللهم ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم يا حي يا قيوم، اللهم من يتوكل عليك فأنت حسبه، ولا حول لنا ولا قوة إلا بك، اللهم إنَّا نتوكل عليك ونفوض أمورنا إليك ولا إله إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
________________________________________
الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين.
عباد الله: من لم ينفعه القرآن فلا نفعه الله، فبأي حديث بعده يؤمنون؟
يقول الله عز وجل:
﴿إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7)"( جُمع أهل الباطل بعضهم إلى بعض وأهل التوحيد بعضهم إلى بعض، الأرواح التي تآلفت في الدنيا تتآلف في الآخرة)" وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10)"( وا سوءتاه مما في الصحف إلا أن يعفو الله ويتجاوز)"وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)"( قال عمر:" إلى هذا يُساق الحديث)"عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)"( لكن لا عمل هناك، وإنما هو حساب)" فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)"(أي متهم)" وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾  [التكوير/29].
اللهم اجعلنا ممن أردت له الاستقامة وأعنته عليها يا رب العالمين، ولا حول لنا ولا قوة إلا بك، ثم إني مستسق فاستسقوا: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وبالقرآن وبالسنة وأغث بلادنا بالصيب النافع يا رحمن، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا يا رب العالمين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أدر لنا الضرع وأنبت لنا الزرع وأرنا من بركاتك وأغننا عن خلقك يا رب العالمين واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك ومتاع إلى حين.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد - صلى الله عليه وسلم - .