بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما وجه ختم الله تبارك وتعالى : { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} آية رقم 9 من سورة الزمر .
وآخر الآية { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}

فلماذا خُتمت بهذا الختام ؟

الجواب ( والله أعلم ) :
يقول الحسن البصري هناك علم على اللسان، وهذا حجة الله على عبده،
وعلم في القلب وهذا هو المنجي يوم القيامة ،

فهنا { أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ } ،

هذا رُزق العلم القلبي ، فخاف الله عز وجل فقام لوحده لربه يصلي قانت،

والقنوت المداومة على الشيء، المداومة على الطاعة ، وساجد أكثر ما هو قائم وانظر للسجود مما يدل على الخضوع لذا بدأ بها هنا

{ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}

فلذا السلف قالوا : (إنما العلم الخشية )

ما هو بكثرة المحفوظ وكثرة المتون وهذا يكون مُعين ،

إما يكون حجة لك أو عليك فالعلم الذي تحشوه في الرأس معلومات ، حفظ ، أبيات ،
متون هذا علم في رأسك ينزل على لسانك ،
وهذا إما أن يكون حجة لك أو حجة عليك واحد من الأثنتين

ولكن العلم الذي يكون في القلب حجة لك وهو المُنجي


ولكن العلم الذي يكون في القلب حجة لك وهو المُنجي

أسأل الله أن يرزقنا وإياكم منه أوفر الحظ والنصيب. اللهم آمين .


---------------------------------------------
ثمار الخشية من الله تبارك وتعالى
اعلم أخي المسلم: أن خشية الله هي النجاة من سخطه وعقابه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله، حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله، ودخان جهنم». فالنجاة من النار هي الثمرة اليانعة للخوف من الله سبحانه؛ فالله - جل وعلا- لا يجمع على العبد خوفين، فإذا خافه في الدنيا أمنه يوم القيامة، كما أنه لا يجمع على عبده أمنين، فإذا أمنه في الدنيا، أخافه يوم القيامة.
فمن سلك سبيل النجاة امتطى مركب الخوف والخشية، ولازم طاعة الله سبحانه في السر والعلن، وأقام صرح الاستقامة في الظاهر والباطن، وعاش مع خوفه راجيًا ثواب الله سبحانه، محسنًا الظن به، متوكلا عليه، منيبًا إليه.
ومن ثمرات خشية الله والخوف منه، أنه يُظَلَّ صاحبها يوم لا ظل إلا ظله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله تعالى، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه».
أخي الكريم: وتذكر أن خشية الله تورث النضرة في الوجه، والحلاوة والمهابة والشرف، فلا تجد صاحبها إلا شريفًا عفيفًا، طيب الملبس والمطعم، بعيدًا عن الشبهات والمحرمات ومصارع السوء، مشتغلاً بخاصة نفسه، وبما ينفعه في آخرته ومعاده، وهذا ما يجعله مقبولاً عند الله محبوبًا بين الناس طيب السمعة رفيع المنزلة، يشار إلى تقواه وورعه ومكانته بالبنان، ويغبطه كل إنسان.
قيل لأبي بكر المسكي: إنا نشم منك رائحة المسك مع الدوام فما سببها؟
فقال: والله لي سنين عديدة لم أستعمل المسك، ولكن سبب ذلك أن امرأة احتالت علي حتى أدخلتني دارها، وأغلقت دوني الأبواب، وراودتني عن نفسي، فتحيرت في أمري فضاقت بي الحيل، فقلت لها: إن لي حاجة إلى الطهارة؛ فأمرت جارية لها أن تمضي بي إلى بيت الراحة ففعلت، فلما دخلت بيت الراحة أخذت العذرة، وألقيتها على جميع جسمي، ثم رجعت إليها وأنا على تلك الحالة، فلما رأتني دهشت، ثم أمرت بإخراجي، فمضيت، واغتسلت، فلما كانت تلك الليلة رأيت في المنام قائلاً يقول لي: فعلت ما لم يفعله أحد غيرك؛ لأطيبنَّ رحيلك في الدنيا والآخرة، فأصبحت والمسك يفوح مني، واستمر ذلك إلى الآن .