إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى، فإن أعقل عقلاء بني آدم من جعل بينه وبين عذاب الله وقاية، اجتنب نواهيه وأقام بأوامره وأخذ أمر الله بجد وصدق عما جاءه عن ربه وزهد في الدنيا ورغب في الآخرة هذا أعقل عقلاء بني آدم.
واعلموا أن أنفع شيئاً لكم كلام ربكم  وأحسن هدي، هدي رسول الله ، واعلموا أن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة.
معاشر الإخوة في الله، معاشر أهل التوحيد ومما ينبغي التذاكر فيه وتزكية النفوس به، لأهل الإسلام كافة ولمن زعموا أنهم في موضع قدوة خاصة، مما يحسن التنبيه عليه التفكر في العقل وفي العقول، فإنها أعظم ما يهب الله لبني آدم، وإنها تزيد بأشياء، وتنقص بأشياء، والمروءة كل المروءة من كان عاقلاً حكيماً يضع الشيء في موضعه هذا إن طلب العلم انتفع به أعظم من غيره، وإن عبد الله فكذلك، وإن دعا إلى الله فكذلك، وهكذا في كل أمره.
طوبى لمن رزقه الله نحيذة عقل ولقحها بالتجارب وبتدبر الحكمة وأعظم الحكمة ما في كتاب الله جلا وعلا فعاش بعقله في دنيا لأخراه، وأقبل على رضوان الله في الآخرة طوبى له ثم طوبى له.
إخوتي في الله، وإنه ليس مثل الآثار يُجل الأمر على حقيقته، هي والله خيرٌ من إنشاء الكلام وتكريره، اسمعوا حفظكم الله وجعلكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه وإياي وإخواننا.
اسمعوا إلى بعض الآثار عن النبي  وعن أصحابه، وعن صدر هذه الأمة ممن رزقه الله جلا وعلا فهوماً وعقولا، كيف دلونا على هذا الأمر، في المسند من حديث أبو هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله  قال: «كرم المرء دينه أكرمك أتقاكم، ومروءة المرء عقله، أكثركم مروءة أكثركم عقلا، وحسبه خلقه، صاحب الخلق هو أعظمنا حسابا»، وقال مجاهد في قول الله جلا وعلا: أولي الأيدي والأبصار عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب، قال: الأيدي القوة على الشيء، والأبصار العقول.
وعن عبد الله بن عمر-رضي الله تعالى عنه-، أنه قال: لا يعجبنكم إسلام أحد حتى تنظروا في معقود عقله، وقال أبو الدرداء: كان إذا بلغه عن أحدٍ من أصحابه عبادة أو نسك أو صلاح، أول ما يسأل عنه عن عقله، لينظر هل ينتفع بذلك أو لا، وهذا شبه الإطباق عند السلف، كما ستسمعون في الآثار.
وقال رجلٌ من بني قشير للنبي عليه الصلاة والسلام: يا رسول الله كنا في الجاهلية نتخذ أصناماً من قبل أنفسنا فنعبدها ونرى أنها تضر وتنفع وقال عليه الصلاة والسلام فيما روي عنه: «قد أفلح من جعل الله له عقله»، فهذا يدل على أن كل مشركٍ في الدنيا ليس بعاقل إذا اتخذ مع الله شريكاً لا يضر ولا ينفع، وكل مبتدعٍ في الدنيا اجترأ على مشاقة الرسول واتبع غير سبيل المؤمنين فليس بعاقل خذوها قاعدة كلية لا تتخلف، والعاقل كل العقل في التوحيد والسنة والاستقامة على ما كان عليه السلف الصالح.
وقال مترف بن عبد الله بن الشخير-رحمة الله عليه-: ما أوتي رجلٌ بعد الإيمان بالله أفضل ولا أعظم من عقل، ينتفع به في دينه ودنياه، وقال عروة: أفضل ما أُعطي العباد في الآخرة رضوان الله جلا وعلا، وأفضل ما أُعطي العباد في الدنيا عقل يعيشون به، وقال الحسن: لا يتم دين الرجل حتى يتم عقله.
وقال سعيد بن المثيب في قول الله تعالى: وأشهدوا ذوي عدلٍ منكم قال: ذوي عقل العدول هم العقلاء، وقال الأعمش: كان إبراهيم النخعي إذا مدح له رجل في عبادته وورعه قال كيف عقله، فسألوه عن ذلك قال: ويحكم إن الأحمق يفعل بحمقه ما لم يفعله الفاجر بفجوره.
وقال عبد الله بن عباس في قول الله جلا وعلا، هل في ذلك قسم لذي حجر، قال خاطب الله أهل العقول تحجرهم عن القبيح.
وقال وهب بن منبه مكتوب في حكمة داود عليه السلام، ينبغي للعاقل ألا يغفل عن أربع ساعات، ساعة يُناجي فيها ربه ويسأله من خير ما عنده، وساعة يُحاسب فيها نفسه محاسبة شديدة وينظر في تصرفاته فيما مضى وفيما فعل، وكيف تصرف حتى يقوم نفسه، وساعة يجلس إلى خلصاء إخوانه ممن يحبون له الخير فيصدقونه عن نفسه، ويُبينون له ما عندهم، وساعة يُخلي ببين نفسه وبين المباح فيما يحل ويجمل، فإن هذه الساعة معونة على الساعات التي قبلها.
وينبغي للعاقل ألا يكون ضاعناً مجتهداً إلا في ثلاث: زاد لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة فيما يحل ويجمل، وينبغي للعاقل: أن يكون حافظاً للسانه عارفاً لزمانه، مقبلاً على شانه.
وقال الضحاك في قول الله : لينذر من كان حيا، قال: من كان عاقلا، هو الذي ينتفع بالنظارة ويأخذ أمر الله بجد، وقال وهب: كما تتفاضل الأشجار بالثمار، تتفاضل والله الرجال بالعقول.
وقال عامر: إذا عَقلُك عقلك علما لا ينبغي فأنت عاقل سمي العقل من عقال الإبل يعقل صاحبه عن القبيح، وعن الحرام، وقال معاوية-رضي الله عنه-: العقل عقلان عقل تجارب، وعقل طبيعة فإذا اجتمع لأحد فهذا الذي لا يُقام له، وإذا انفرد فعقل الطبيعة يغلب عقل التجارب.
وقال بعض العرب لما سئل عن العقل ما هو؟ قال: لبٌ أعين بتجارب، أو بتجريب، فبعض الناس تكثر عليه التجارب ولا ينتبه، يُلدغ من الجحر الواحد مراراً لأنه لا لب له، وبعض الناس له لب، ولكن لم يُعرضه للتجارب لتثقله وتحنكه، فأما لبٌ أعين بتجريب فهذا هو العاقل.
وقال سفيان-رحمة الله عليه-: لا تنظروا إلى عقله في كلامه عقل الرجل ولكن تدبروا في عقله في تصرفه وفي مخارج أموره، تعرفوا ما أعطاه الله من العقل.
وقال وقيع العاقل: من عقل عن الله أمره، ليس العاقل من أحسن تدبير الدنيا، وكانت العرب تقول: العقل تجارب، والحزم سوء الظن، قال الأعمش: ألا ترى أن الرجل إذا ساء ظنه بالشيء حذره.
وقال الضحاك وهذا أثرٌ عجيب، قال الضحاك: لم يبلغني عن رجلٍ صلاح فاعتدت بصلاحه حتى أتأكد من ثلاثة خصال إذا كملت كمل صلاحه ونسكه وتقواه، وإن نقصت كانت ما نقصت منه وصمه عليه في صلاحه، أول ما أسأل: أسأل عن عقله، فإن الأحمق هلك وأهلك فئاماً من الناس، الأحمق وإن تنسك يمر بالمجلس فلا يُسلم عليهم فإذا قيل له: قال أهل دنيا، ويمرض الرجل من جيرانه المسلم فلا يعوده، فإذا قيل له، قال: صاحب دنيا، ويدع الجنازة لا يتبعها فإذا قيل له، قال: هذا من أهل الدنيا ويدعوه أبوه إلى طعامه، فيتشاغل عن أبيه بالمفضول ويعق أباه حتى يبرد الطعام، أفرأيتم فإنه لا ينتفع بنسكه حتى يعقل، ويعرف حسن التصرف.
والثانية: اسأل عن النعمة العظيمة التي لا نعمة أعظم منها ألا وهي نعمة التوحيد والإسلام، فإن كان قد أحسن احتمالها وأقام وجهه لها، ولم يشبها بزيغ أو ببدع، واجتهد في البحث عما كان عليه الأوائل اعتدت بصلاحه وإلا لم أسأل عما سوى ذلك.
والثالثة: اسأل عن وجه معاشه، فإن كان مع نسكه وعقله، وسنته صاحب معاش قد استغنى عن الناس اعتدت به، وإلا لا أأمن عليه إن لم يكن له معاش لم أأمن عليه، وعاتب مأمون بن مهران عمر بن عبد العزيز، فقال يا أمير المؤمنين أول الليل في حاجات الناس وأوسط الليل مع جلساءك وآخر الليل الله أعلم ما تصير إليه من التعبد أرفق بنفسك، فقال: فأعرض عن جوابي وقال: ويحك يا ميمون إني وجدت تلقيح الألباب في لقي الرجال.
وقال مقاتل: طول النظر في الحكمة يُلقح العقول، وقال صدقة الدمشقي –رحمه الله-: كانت العلماء إذا التقوا يقولون: لا ينبغي للعاقل أن يعتقد الشيء من أموره مما للرأي فيه مجال ما لم يقايس به أولي الألباب من إخوانه فاجتماع عقلين على الشيء أنجع من العقل الواحد، ومعرفة الشيء والإحاطة بأمره لا يتم بالعقل الواحد، وأما أمر الدين فلا مدخل للرأي فيه.
وقال زياد الذي يسمونه زياد بن أبيه، وكان من حكماء الرجال قال: ما عقدت عقدة ضعيفة في أمرٍ ما فحمدت نفسي عليها ولا عقدت عقدة جازمة في أمر الله بعد مشاورة الرجال، فلمت نفسي عليها.
وقال غيره: لو تفكرت فيما مضى لوجدت ندمك على فرصٍ أُتيحت لك فضعفت عنها أكثر من ندمك على إقدامك على أمرٍ ربما تضررت ببعضه.
وقال بعض الحكماء: ينبغي للعاقل ألا يعرض عقله للنظر في كل شيء، كالسيف لا يضرب به كل شيء، وكان الضحاك بن مزاحم إذا قيل له ما أروع فلان ما أعبده ما أعقله، ما أعبده ما أقرأه قال: كيف عقله؟ قالوا: سبحان الله نُخبرك عن عبادته وعن ورعه وتسأل عن عقله: قال: يُصيب الأحمق بحمقه ما لا يُصيب الفاجر بفجوره.
قال عبد الله بن مسعود-رضي الله تعالى عنه-: سيأتي على الناس زمان تُنزه فيه العقول وتضعف حتى لا تكاد ترى رجلاً عاقلاً إن تدبرتهم لا تكاد ترى رجلاً عاقلاً، وآية ذلك نسيان الآخرة والانهماك في الدنيا كأنهم خلقوا لها.
قال الشعبي-رحمه الله-: كان من مضى من أسلافكم لا يطلب العلم منهم أحد حتى يكون فيه خصلتان: يكون عاقلاً ناسكاً أي عابداً فإن كان عاقلاً ليس بناسك قال هذا الأمر يحتاج إلى عمل وتعبد لا يصلح لي، وإن كان ناسكاً ليس بعاقل قال: هذا الأمر يحتاج إلى فهم وجودة ذهن، ومعرفة لا يصلح لي، فإن كان عاقلاً عابداً عاملاً تم له العلم وانتفع به بسرعة.
قال الشعبي: وقد رهبت أن أكثر من يطلب العلم في زماننا لا عقل ولا نسوك، هذا في أول خروج الرأي وأهله الذين قال عنهم الشعبي بغضوا إلي هذا المسجد.
عباد الله قال الحسن البصري في قول الله تعالى: فاتقوني يا أولي الألباب يا أصحاب العقول: قال الحسن: إنما عاتبهم لأنه يُحبهم ولأنهم الذين يفهمون عنه، ويعقلون عنه فكذلك فكونوا إن شاء الله.
اللهم ارزقنا عقلاً نعيش به وننتفع به، ونعقل عنك مرادك، عقلٌ يدلنا على فضل الآخرة وقدرها وعلى زهادة الدنيا وقدرها، فنأخذ بالنفيس ونترك الخسيس يا رب العالمين.
اللهم جملنا بالعقل وبالحلم يا حي يا قيوم أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم استغفروه.
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا.
عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى، واعقلوا عن الله أمره تفلحوا، قال عروة –رحمة الله عليه-: ليس العاقل الذي إذا وقع في الأمر تخلص منه، إنما العاقل الذي يتوكل هو قبل أن يقع فيها.
وقال علي بن عبيدة: القلوب أوعيه والعقول معادن، وما في الوعاء ينفذ إن لم تمده المعادن، فقال بن جريج: قسم العقل ثلاث أجزاء فمن عقلها وأكملها تم عقله، الجزء الأول: حسن الفهم عن الله، والجزء الثاني: حسن الطاعة لما فهمت عن الله، والجزء الثالث: حسن الصبر على ذلك، فمن أتمها تم عقله.
وقال بعض الحكماء: عقلك لا يتسع لكل شيء فلا تشغله بكل شيء وفرغه بالمهم من أمرك، وإحسانك لا يتسع للناس كلهم فابدأ بمن هو أولى بإحسانك وليلك ونهارك لا تستوعب أشغالك، فأسقط ما منه بد وابدأ ما بما لابد منه تكن من العقلاء، وما من أحد إلا له وزيران ناصحٌ وغاش، فالوزير الناصح العقل، واعظ الله في القلب، والوزير الغاش الهوى، وهو مع من مال إليه منهما فإن غلب هواه وحمقه وعاطفته وغضبه على عقله هلك، وإن غلب عقله أفلح.
وقال سفيان-رحمة الله عليه- الثوري: بلغني أن الإنسان يُعطى بعض الحنطة لما قال: ليهنئ له العيش فإنه لو عقل عن الله حقا لضحك قليلاً ولبكى كثيراً ولما تلذذ بالنساء على الفرش، لو عقل لما أمامه وتفكر فيه لحظة لما هنئ له العيش.
عباد الله العقل يُحجب بأمور أعظمها المعصية، المعصية تُذهب العقل، والمعصية من قلة العقل كيف تجترئ على حدود الله الجبار المنتقم الذي عنده العذاب وتوعدك، كيف لم تُصدقه، لم تأخذ أمره بجد؟ والله ما من أحدٍ عصى الله إلا كان من نقص عقله، وكان زيادة في نقص عقله.
ومما يحجب العقل الهوى فإنه يُعمي ويُصم، ومنه الغضب، فإنه يُعمي ويُصم ومنه الطمع، فإنه يُعمي ويُصم، ومنه تعظيم الرجال، فإنه يُعمي ويُصم، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيل لقد منحهم الله عقولا، فجمدوها وانقادوا للرجال ولم يُعملوا ما وهبهم الله .
عباد الله والعقل يزيد بطاعة الله وبتقواه فالتقي هو العاقل، قالت مريم: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا، قال العلماء: علمت أنه لا ينتهي وليس ذو نهية وذو لب إلا التقي.
ومن ذلك إخواني: عصيان الهوة أسخط نفسك تُرضي ربك ويزيد عقلك، ومن ذلك تدبر القرآن والله ما لقحت العقول بمثل حكم القرآن ولكن من نقص عقولنا الاستغناء بكلام الرجال عنه.
ومن ذلك مجالسة وجوه الناس وأهل المروءات منهم وقراءة قصصهم فإنها تزيد في العقل، ومن ذلك: التجارب فالمؤمن لا يُلدغ من جحرٍ واحد مرتين كما قال ، وإنما الحلم بالتحلم، وإنما العلم بالتعلم.
عباد الله وليس من العقل مجارات الناس في أهواءهم وعدم الإنكار عليهم وإن كان الناس يعدون هذا عقلا، ولذلك سموا الرسل مجانين لما؟ لأن العقل عندهم مجاراتهم ومداهنتهم والرسل لا تُداهنهم فكل الرسل عندهم مجانين، هذا والله ليس من العقل هذا العقل الحيواني المعيشي، وأما العقل الصادق فهو أن تُقدم حق الله على حق نفسك وعلى حق الناس وأن تكون حكيما.
عباد الله وليس من العقل الحلم إن كان عن ضعف كل حلمٍ أتى بغير اقتدارٍ حجة لاجئ إليها اللئام، من العقل أن تستعمل الجهل دونه إذا اتسعت في الحلم تُرك المظالم، وخير من ذلك كله كلام ربنا جلا وعلا، فانظروا بما وصف العقلاء.
قال الله جلا وعلا في سورة الرعد: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ}، علماً يقينياً فيأخذه بجد ويُصدق الله، {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى}، والعمى درجات وما منا إلا له نصيب من هذا العمى إلا أن يكشف الله عنا، كمن هو أعمى، { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ}، أن ينتفع بالقرآن {أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[الرعد:19]، أصحاب العقول فما صفاتهم؟، {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ}[الرعد:20]، {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ}[الرعد:21]، {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}[الرعد:22]، {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ}[الرعد:23]، {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}[الرعد:24].
اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين، اللهم ارزقنا ورعاً يحجزنا عن المعاصي، وارزقنا علماً نافعاً يصل إلى أعماق قلوبنا ونعمل به، وارزقنا عقلاً يحجزنا عن مالا يجمل ولا يحل وما يُشيننا عندك وعند خلقك يا رب العالمين، اللهم كملنا بالعقل وزينا بالحلم، اللهم أعطنا الورع، وأعطنا العلم يا رب العالمين.
اللهم اجعلنا أسعد الناس بهذا العطاء يا حي يا قيوم، اللهم يا ذا الملك العظيم ويا ذا العطاء الجزيل أعطنا أعظم المواهب دينُ صادق ويقنٌ راسخ، وعقلٌ ينفعنا وعلمٌ نافع وورع وديانة وإيمان وثبات على السنة وموتٌ على الإسلام يا حي يا قيوم.
اللهم إنا نسألك لإخواننا المستضعفين الموحدين في بلاد الشام، اللهم اجعل لهم فرجا ًومخرجا، اللهم أنجهم من بين الظالمين يا رب العالمين، اللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشيدا يُعز فيها أهل التوحيد والسنة، ويُذل فيها أهل الشرك والبدعة ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين غير خزايا ولا ندامة ولا مفتونين.
اللهم صلي وسلم على بعدك ورسولك محمد.